تحديث بتاريخ11 مايو 2015

جمعية الأمل لتأهيل المعاقين تنظم حفلاً تأبينيا لذكري مؤسسها درويش أبو شرخ

لم أتخيل لخاطره أن أقف في مثل هذا الموقف مؤبنا صديقي و رفيقي و توأم روحي ولكنها مشيئة الله أن نفقد الصديق و المعلم الملهم الراحل الحبيب أبو جهاد .

ما اقسى ان نتحدث عن اخ وصديق بصيغة الماضي , وما اصعب ان نستعرض مآثر وخصال رجل ناكر للذات , نذر حياته للآخرين

عبارات أمعت العيون وأبكت الحاضرين  بدأ بها زياد العابد صديق ورئيس مجلس ادارة جمعية الأمل لتأهيل المعاقين رفح حديثه خلال  حفل تأبينيا للمعلم والقائد والراعي الأول للجمعية درويش أبو شرخ بالشراكة مع لجنة التنسيق لمراكز التأهيل المجتمعي لمخيمات قطاع غزة  بحضور حشد لفيف من المؤسسات المحلية والشخصيات الاعتبارية بمقر الجمعية مصبح  

وتابع و الدموع ملأت عينيه قائلا لدرويش ذلك الرجل البسيط لم يطمح في حياته لكسب مال او جاه او منصب , قنع من هذه الحياة ببسمة طفل ، كانت الحياة بتفاصيلها الصغيرة شغفه الكبير, وكان على تواضعه و وداعته صلبا شديد المراس, يقاوم الظلم ولا يقبل الاهانة ,  كان يرفض منطق الصفقات وانصاف الحلول , عنيد ا في مبادئه , وكانت بوصلته الوحيدة هي الانحياز الكلي والمطلق للفقراء والمهمشين .

لقد صعقني موتك فقد كنت مؤمن بنبوءة احد اصدقاؤنا وانت في غيبوبة المرض  " ان درويش عنيد سيهزم المرض " "ما زلت اذكر لحظاتنا الاخيرة والامل يملؤنا بان تتعافى تحدثنا عن الاصدقاء ضحكنا من مواقف تذكرنا بأحباب كنت على يقين بأنك ستكمل المشوار تركتك لدقائق واذا بك تتخفى بالموت ويأتيني صوت ابيك يسألني بجزع مرهق بعذاب السنين كيف اخوك يزلزلني السؤال ماذا اقول هل تخفى بالموت ام خدعني وذهب الرجال وعدوه بأن ما عند الله افضل

درويش المعلم والقائد كان له دورا محوريا في انطلاقة العمل الاهلي وكان له دور اساسي في التحولات والانطلاقات التي حدثت في هذا المجال فكان رافعه للعديد من المؤسسات وكانت تجربته الغنية نموذجا للأجيال الشابة الصاعدة ونصائحه شكلت لهم نبراس لزيادة وعيهم وتعزيز مبادئهم .

أما رفيقة دربه في العمل الأهلي منذ نشأة جمعية الأمل لتأهيل المعاقين أشارت سها أبو سلوم مديرة مدرسة الامل للصم بالجمعية قائلة "انت من اسست الجمعية وأسريت دعائمها وجاهدت علي بقائها  ونموها ازدهارها ،وكنت محبا للعمل الطوعي ،وأفكارك دائما هي الطريق وتحي القلوب وتسر العيون ،أنت ابا جهاد من زرعت الأمل لمن لا أمل لهم فكانت الجمعية البيت الأمن والملجأ الوحيد للأشخاص ذوي الاعاقة السمعية فكنت لهم الاب والرفيق والصديق والصدر الحنون وغيرت مسار حياتهم .

وفي سياق حديثها قالت "لك أن نبقي علي دربك وعلي ما علمتنا عله وزرعته في نفوسنا ..،وأن تبقي جمعية الأمل لتأهيل المعاقين غرسك الذي زرعته نبراسا لنا وللعمل الأهلي في ،وأن نبقي جندك الأوفياء ..

ومن جانبه اشاد خالد شعيب رئيس لجنة التنسيق لمراكز التأهيل المجتمعي ومدير جمعية دير البلح للتأهيل بالدور المجتمعي  الذي كافح من أجله وارسي دعائمه ،موضحة الأمانة التي حلمها أبو جهاد وأوفي وأخلص بها وهي مساعدة المعاقين من ذوي الاعاقة السمعية وغيرهم .

واستعرض شعيب مسيرة حياته ونضاله والصداقة التي جمعتهم سويا .

استعرض د. يوسف موسي مدير وكالة الغوث بمحافظة رفح فترة انشاء الجمعية سنة 1990م ودور المرحوم في إقناع وكالة الغوث في تأمين مكان لهم بمخيم يبنا  وتطرق لدور الوكالة في تقديم الخدمات للجمعية ,

واشاد موسي علي  أن ابو جهاد من المخلصين والأوفياء الذين قدموا كل ما بوسعهم لخدمة محافظة رفح عامة وذوي الاعاقة السمعية خاصة .

وفي كلمة الأهل ويمثلهم د. أسعد ابو شرخ تطرق الي سيرة أبو جهاد النضالية والحياتية منذ النشاءة والدراسة بجامعة بيرزيت برام الله مروراً  باعتقاله وكيفية عمله بمؤسسات المجتمع المحلي مؤكدا انه كان يخدم الجميع دون استثناء ويؤمن بالتعددية .

كما أكد علي وصية أبو جهاد قبل وفاته وهي أمله في تحقيق الوحدة الوطنية والاهتمام بالشباب واتاحة الفرصة لهم للعمل والمشاركة المجتمعية .

هذا وتخلل الحفل فقرة فنية مهداه للروح القائد درويش ابو شرخ كلمات والحان وغناء يوسف عوض الله وياسين الملاحي

وقدمت الطفلة المميزة لدي المرحوم فقرة رثاء ألمت الجميع ولكنها عبرت عن مدي الحب التي تكنه الطفلة ندا لشخص هو قدوتها .

لقد افسح ابو جهاد الطريق امام جيل من ذوي الاعاقة رباه ورعاه فتح امامهم ابواب الامل وابواب مدرسة الأمل انتفض من اجل احلامهم تمسك بحقوقهم حلم من اجلهم علمنا وعلمهم قيمة الامل والتفاؤل بمستقبل افضل هذه القيم يكشفها درويش في صورته الباقية في العين وعمق القلب وخلايا الدماغ