تحديث بتاريخ24 أغسطس 2014

الشهيدة ملك الغول طالبة بروضة الأمل بنادي السنابل التابع لجمعية الأمل لتأهيل المعاقين برفح

ملك ما أجملك ، وَالوَجهُ طُهرٌ باسِمٌك في نُورِهِ وَجهُ المَلَكْ ، ما أَجملَكْ وَالمِسكُ جمَّلَ مَقتَلَكْ ،وَمَلامحٌ حَملتْ عَلامَاتِ الرِّضَا، نَظرتْ لِروحِكَ حِينَ طافَتْ بِالفَلَكْ  ،حقا صعب علينا أن نرى بدرا هوى ونرى التراب على سناه مهيلا    ،عب علينا أن يباعد بيننا هذا التراب فلا نراه طويلا .

الشهيدة ملك دياب الغول عرفها جميع من بروضة الأمل ونادي السنابل  التابعة لجمعية الأمل لتأهيل المعاقين بالعصفورة التي يعشق الحرية ،دائما مبتسمة حلمت بيومها الأول بالمدرسة ولكنه حلم لم يتحقق.

وتقول معلمتها هديل عرفتها بالفتاة المبتسمة الهادئة والمرتبة ، فجمال روحها وأدبها يجعلها مميزة بين زملاءها ويوم سمعت خبر استشهادها هي وتسعة أفراد من عائلتها جعلتي أتخيلها بكل مكان ،صورتها وحركتها لاتغيب عني

أتذكرها بالصف وبصالة الألعاب والسينما والكمبيوتر ،فقد عشقت اللعب كعشقها للحياة .

وحالة من الحزن عمت الأطفال المنتسبين لأطفال السنابل فمنهم من شرد وهدم بيته ومنهم من فقد عائلته كما ملك ، وآخرين فقدوا بيوتهم .

وأخذوا الأطفال تستذكون أصدقائهم هنا لعبا الكرة .هنا جالسنا ، هنا تشاجرنا وحديث طال لساعات .

وفجأة سمعنا صوت طفل يبكي بحرقة شديدة الجميع انتبه لبكاء الطفل أحمد الجزار وبعد عنا عرفنا انه كان بالصف يدرس  ويلعب  ويمرح مع ملك وأخذ يحكي ويقص المواقف والدمع يملأ عينيه . بعبارات بالكاد تفهمها منه " ملك ماتت وما راحت علي المدرسة  طيب ليش ماتت شو عملت ...)

وخيم الصمت علي الجميع وعجزت الكلمات ، وبعد برهة من الوقت طلب المنشط من جميع الأطفال الاستعداد للعب من أجل التفريع النفسي والتخفيف عن كاهل الأطفال ، ولكن عبارات زلزلت المكان كالصاعقة :كيف بدنا نلعب ونمرح ومنا اللي استشهد واللي هٌجر، وتهدم بيته  ، فنحن حزينين علي أصحابنا منذ أيام كنا نلعب معا واليوم فقدنا عدد كبير منهم ، واليوم هدنة  بس بكرة حرب ويمكن نستشهد ونلحق بملك وغيرها

حقا أنهم أطفال كبروا بغير أوان ،وأصبحوا حكماء بعقلهم وقوتهم  وصبرهم هكذا هم الأطفال